مقتطف صغير من كتاب "تربية الأولاد في الإسلام" للشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر:
يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة شداد شداد لا يقاون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون [سورة التحريم: 66].
«وَقُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا» أمرٌ واجبٌ على كل مسلم، أي أن يقي نفسه وأهله (بما في ذلك زوجته وولده ومن في كنف كفلائه ورعايته) من النار. ومن أوصاف النار أن «وقودها الناس والحجارة» (والعوذ بالله)، وعليها «ملائكة أشداء شداد، لا يخالفون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون» [سورة التحريم 66: 6].
بماذا نتقى من النار؟ بطاعة الله تعالى، بتنفيذ أوامره، مع الانقياد لشرعه. قال علي بن أبي طالب، الصحابي الجليل رضي الله عنه، في معنى قوله تعالى: {وَقُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيَكُمْ نَارًا}.
??????????????? ?? ???????????????.
"تأديبهم وتعليمهم."
وهذا معنى دفع النار عنهم، وقال الحسن البصري رحمه الله في نفس الآية:
???????????? ??????????????? ?? ??????????????? ???????????? .
«أمرهم بالمعروف وعلمهم الخير».
ولذلك فإن وقاية الولد من النار تتم بأمرين عظيمين عظيمين عظيمين لا بد من مراعاتهما: التأديب والتربية، تأديب الولد وتعليمه:
«أدِّبْهُمْ»: ربيهم على حسن الخلق، ومكارم الأخلاق، وآداب السلوك، وحفظ أوامر الله، وربيهم على التقوى، والصدق، وصلة الأرحام، والوفاء بالعهد والأمانة، والبعد عن كل ما هو مذموم كالفحش، والبذاءة، والسب، والكذب، والاستهزاء، واجتهد في حماية ولدك من كل ذلك.
التربية والتأديب أمران يجب مراعاتهما لحمايتهم من النار. قال أهل العلم: تبدأ بتعليم الصغير من هو الله عندما يبدأ في الكبر. ولذلك شرع أن يكون أول ما يؤدب الصغير عليه: "لا إله إلا الله محمد رسول الله". فيُعلَّم الطفل منذ صغره أن يقول: "لا إله إلا الله محمد رسول الله". وينبغي أن يُعتاد على قول هذه الكلمة بمجرد أن يبدأ في الكلام، فيقال له: "قل لا إله إلا الله"، ويشير بإصبعه هكذا: إفراد الله بعبادته. فينشأ الطفل منذ صغره على إفراد الله بالعبادة، فيقول: {إِلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} أي: لا يستحق العبادة حقًّا إلا الله، فيعلم ذلك من حين بدء كلامه.
الناشر: منشورات مكتبة الإرشاد
المؤلف: الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
ترجمة: عبدالله علي الصومالي
الصيغة: غلاف ورقي
الحجم: 5.5 × 8.5 بوصة
الصفحات: 71
سنة النشر: 2015