الولاء والإنكار

الولاء للكفار قسمان:

القسم الأول: الولاء للكافر الذي يخرج صاحبه عن الإسلام، فيكون كافرًا بعد إسلامه، وهذه هي الولاء. قال الله تعالى:

يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض، ومن يتولهم منكم فإنه منهم، إن الله لا يهدي القوم الظالمين. [سورة المائدة: ٥١]

وقال تعالى:

لن تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر، يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم، أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه، وسندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها، رضي الله عنهم ورضوا عنه، أولئك حزب الله، إن حزب الله هم المفلحون. [سورة المجادلة: ٢٢]

وضابط هذه الولاء أن تكون المحبة والمعونة على دين الكفار وعقائدهم، فمن أحب الكافر على دينه أو عقيدته أو أعانه على دينه أو عقيدته فقد وقع في هذه الولاءات التي تبطل إسلامه وتبطل عمله.

القسم الثاني: الولاء الظاهر للكفار، فيعمل معهم في الأمور الظاهرة كالبيع والشراء، ويزورهم ويزورونه، ويتبادلون معهم الهدايا ونحو ذلك، وهذا النوع من الولاء لا يخرج صاحبه عن الإسلام.

وقد يجوز ذلك أحياناً، كالإحسان إلى الكافر غير المحارب للمسلمين، كما قال الله تعالى:

لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم. إن الله يحب المقسطين. [سورة الممتحنة 60: 8]

وقد لا يجوز ذلك، كالتشبه بهم فيما يختص بهم، فقد روي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"من تشبه بقوم فهو منهم" [سنن أبي داود 4031]

وقد يستحب ذلك أحياناً، مثل إظهار اللطف للكفار لدعوتهم إلى الإسلام.

الناشر: منشورات مكتبة الإرشاد
المؤلف: الشيخ محمد بن عمر بازمول
المترجم: رشيد باربي
الصفحات: 79
الصيغة: غلاف ورقي
الحجم: 5.5 × 8.5 بوصة
سنة النشر: 2015