الإسلام يكرم المرأة

مقتطف صغير من الكتاب:

إن دين الإسلام الحنيف بتوجيهاته السديدة وتوجيهاته الحكيمة يصون المرأة المسلمة، ويصون كرامتها وشرفها، ويضمن لها الرفعة والسعادة، وييسر لها حياة هنيئة بعيدة عن مواطن الشك والفتنة والشر والفساد. كل هذا من رحمة الله الواسعة بعباده، إذ أنزل شريعته نصيحةً لهم، وإصلاحًا لفسادهم، ومُقوِّمًا لانحرافهم، وضمانًا لسعادتهم.

إن هذا التنظيم العظيم الذي جاء به الإسلام للمرأة يُعدّ صمام أمان لها، بل للمجتمع بأسره وأسرته، من انبثاق الشرور والفتن وحلول المصائب والويلات عليها. وإن انحرفت عن توجيهات الإسلام للمرأة في المجتمع، انطلت عليها الهلاك، وتوالى الشرور والأخطار. "والتاريخ أعظم شاهد على ذلك، فمن تأمل الماضي بطوله الممتد وجد أن أعظم أسباب سقوط الحضارات، وتفكك المجتمعات، وزوال الأخلاق تدريجيا، وانتشار الفساد، وفساد القيم، ووقوع الجرائم هو تجمل المرأة، وكشف وجهها، واختلاطها بالرجال، والمبالغة في تجملها، واختلاطها بالرجال الأجانب (أي الذين لا يحل لها الخلوة بهم)، وارتيادها المجالس العامة وهي في كامل جمالها، وأبهى ثيابها، وطيبة عطرها."

قال ابن القيم رحمه الله:

لا شك أن اختلاط النساء بالرجال أصل كل بلية وشر، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة، كما هو من أسباب الفساد العام والجرائم الخاصة. واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا، وهو من أسباب الوفيات الجماعية والطاعون المتزامن[1]. فلما اختلطت البغايا بجيش موسى وشاع الزنا بينهم، أنزل الله عليهم الطاعون فمات سبعة آلاف نفس في يوم واحد. وهذه القصة مشهورة في كتب التفسير. فمن أعظم أسباب الوفيات الجماعية كثرة الزنا الناتج عن اختلاط النساء بالرجال، والمشي بينهم متبرجات متبرجات. ولو علم الولاة ما في ذلك من فساد الدنيا والعباد قبل أن ينظروا في خطورته في الدين، لأشدوا عليه منعًا.

[1] قال الشيخ معلقاً على هذه الكلمة: "كالإيدز، والزهري، والسل، ونحو ذلك".

الناشر: منشورات مكتبة الإرشاد
المؤلف: الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر
المترجم: أبو سليمان محمد عبد العظيم بن يوشع بكر
الصيغة: غلاف ورقي
الحجم: 5.5 × 8.5 بوصة
الصفحات: 125
سنة النشر: 2020