أوصاف الجنة من القرآن والسنة الصحيحة

من هم وارثو هذه النعمة؟ ومن هي النفوس المستحقة لهذه المكافأة؟

ومن المعتقد الشائع بين المسلمين اليوم أن كل من يقول "لا إله إلا الله" و"محمد رسول الله" سيدخل الجنة.
لكن هذه الشهادة ليست مجرد قولٍ باللسان، بل هي قسمٌ والتزامٌ لا بد من الوفاء به. لها شروطٌ ومتطلباتٌ تؤثر في جميع جوانب الحياة. إنها تتعلق بالسلطة - ما يحكم سلوكنا وأفعالنا. رفض عرب قريش النطق بهذه الكلمة لأنهم أدركوا تمامًا دلالاتها. ومع ذلك، يرددها المسلمون اليوم دون تردد، فأفعالهم وأنماط حياتهم تشهد على شيءٍ مختلفٍ تمامًا. وهم ينتظرون الجنة!

لا يُمكن إغفال وفرة الأدبيات حول موضوع الجنة والنار. إلا أن مشكلة هذه الأدبيات تكمن في احتوائها على أحاديث صحيحة وأخرى ضعيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تسامح مؤلفوها معها على اعتبار أن الأحاديث الضعيفة تُثير في القارئ رغبةً في الجنة وخوفًا من النار. وفي هذا الصدد وجهان: أولًا: إن معرفة الجنة ونعيمها، والنار وعذابها من الغيب، وهو جوهر العقيدة الإسلامية.

ولكن كيف يُعقل هذا التسامح في هذا الأمر؟ ثانيًا، من تعمق في كتب الحديث وجد أن الأحاديث الصحيحة كافية، ويبطل الأحاديث الموضوعة. ولذلك، جاء هذا الكتاب ليقتصر على الأحاديث الصحيحة، ليستفيد منها القارئ، ومن ثم الخطيب في أي خطبة، دون اللجوء إلى الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة.

لا شك أن الجنة هي غاية كل مسلم. وكما هو الحال مع جميع جوانب الغيب، لا يمكن تصورها إلا بالقياس، إلا أن حقائقها أبعد ما تكون عن الوصف في أي لغة بشرية. لقد أعد الله لعباده "ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر". هذا الدار الأبدي لا يقتصر على ما هو موصوف هنا من متع مادية وروحية، بل يشمل "كل ما اشتهته النفس"، وأخيرًا، أعظم وأكمل لذة تفوق كل تصور - حضور الخالق وقربه.