مجموعة الرسائل والفتاوى في فقه تعدد الزوجات

وقد اختتم القرطبي في تفسيره رده على مثل هذه الحجج بقوله:

إن مثل هذه الآراء تعكس قلة فهم للقرآن والسنة، فضلًا عن إهمالٍ تامٍّ لمنهج السلف الصالح. ولعلّ من أسباب ذلك الجهل باللغة العربية ونصوص السنة. كما أنها تُخالف إجماع الأمة، إذ لم يرد في الحديث الواحد أن أحدًا من الصحابة أو التابعين كان متزوجًا بأكثر من أربع زوجات في آنٍ واحد.

يشترط تعدد الزوجات تحقيق العدل بين الزوجات. فمن لم يطمئن إلى العدل بينهن، فلا يجوز له الزواج بأكثر من واحدة. ومع ذلك، يكون زواجه مشروعًا إذا تجاهل هذا التقصير، ومع ذلك يكون إثمًا. والعدل الملموس هو المقصود هنا. أي أن يكون الزوج قادرًا على الإنفاق على الطعام والكساء والسكن، وأي شيء آخر يمكن فيه العدل بين الزوجات.

الآية الأولى تضمنت ضرورة القدرة المالية على تغطية نفقات الزوجة الثانية وأولادها. وقد ورد ذلك في قوله تعالى: {ذلك أقرب أن أمنعكم من الظلم}. وقد نقلت سورة القرطبي (5) عن الشافعي قوله:

"وهذا الجزء من الآية معناه [الظلم] وخاصة مع كثرة الأبناء [في حال الزواج بأكثر من واحدة]."

وقد أباح الله تعدد الزوجات في الآيتين القرآنيتين في سورة النساء [الآية 3 و129].

الناشر: منشورات مكتبة الإرشاد
المؤلفون: الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ محمد بن صالح العثيمين، الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار، الشيخ عبيد بن عبد الله الجابري، والشيخ محمد بن غالب العمري.
المترجم: أب؟ سليمان محمد عبد العظيم بن يوشع بكر، عبد الله إبراهيم عمران، وأب. محمد مصطفى عبد العاقل م
الصفحات: 326
الصيغة: غلاف ورقي
الحجم: 6 × 9 بوصة
سنة النشر: ٢٠٢١