حضارة الإيمان

نعيش في زمنٍ بلغت فيه الحضارة الغربية ذروتها، بينما بلغت الدول الإسلامية أضعف حالاتها، منبهرةً بقوة الغرب بثرواته وإمكانياته وتفوقه العلمي والتكنولوجي. قد يجهل المسلمون الذين لا يقرأون التاريخ أن هذا لم يكن الحال دائمًا. فقبل بضع مئات من السنين، كان الأمر عكس ذلك تمامًا. كانت الأمة الإسلامية القوة العظمى في عصرها، وكان المسلمون رواد الثقافة والعلوم والتكنولوجيا. وكانت مدن العالم الإسلامي مراكزَ علمٍ يقصدها الناس من كل حدب وصوب، بما في ذلك - كما هو الحال في إسبانيا المسلمة - وبلاد أوروبا المسيحية.

لقد كان المسلمون في وقت من الأوقات الحضارة الأكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية على وجه الأرض، وتكمن خصوصية حضارتهم في حقيقة أنهم على الرغم من تحقيقهم الكثير من الناحية المادية، إلا أنهم ظلوا مجتمعاً رحيماً يهتم بالفقراء والمحرومين.

هذا الكتاب تذكيرٌ للمسلمين بماضيهم المجيد، وبأنهم غلبوا أعدائهم قرونًا طويلة. لقد أصبحوا سادة العالم عندما اعتنقوا الإسلام، وعندما انشغلوا بالدنيا والترف، حل بهم الانحدار. فإذا اعتنق المسلمون الإسلام وأخلصوا لدينهم، سيعودون إلى النصر بإذن الله، وسيتمكنون من قيادة العالم في جميع مناحي الحياة.