حال المذنبين يوم القيامة

يتحدث الشيخ عبدالله بن عثمان الضرمي حفظه الله عن عقوبة المسلم العاصي يوم القيامة.

مقتطف صغير من الكتاب:

أيها المؤمنون، إن في خشبة الحساب مشاهد لا يدركها الناس، وأهوالاً تزلزل القلوب من الصدور. ولكننا يا إخوة في غفلة، أرأيتم لو رأيتم رجلاً من الناس قد انتفخ بطنه، وفيه علل من علل الدنيا، فكيف يكون هذا المنظر؟ فما ظنكم بمن امتلأ بطنه ناراً تحرق أحشاءه، وتحرق أمعاءه، ولا يطفئ لهيبها، ولا يبرد حرها خمسين ألف عام؟ لا يخلص منها ولا يهدأ منها لحظة، بل يبقى خمسين ألف عام على هذه الحال يصرخ، ويبكي، ويسقط، ويستغيث، ويستغيث، ولا يجد من يرحمه، ولا من ينقذه.

هؤلاء يأكلون مال اليتيم ظلماً. لا إله إلا الله! ما أعظم غفلتنا عما ينتظرنا؟! بل كفى أحدنا عقاباً أن يرى هؤلاء يُعاقبون. فكيف لو كان من هؤلاء؟ ولكن كثيراً من الناس غافلون عن ذلك اليوم، وبعد ذلك يُعرف كل امرئ بما كان يعمل من خير أو شر، فينكشف ما كان خفياً، وينكشف من كان قائماً بين يدي ربه على الكبائر. يومئذٍ ترى أناساً من المسلمين -من عرفتهم ومن عشت بينهم، ولعلهم من أصحابك وأقاربك- تراهم على غير حالهم الذي عرفتهم عليه. قد تغير خلقهم، ودعيهم سبيل ظلمهم. هذه مناظر لا تُدرك لو كُشفت للناس. ولكن الناس يومئذٍ غافلون، فمن ذا الذي يجير العاصي من هذا يا أمة محمد؟ ما أشد غفلتنا؟

وهناك في خضم تلك الأهوال والمناظر المروعة المروعة بين صفوف المسلمين الفساق، ستُفاجأ بصورة مُرعبة؛ جماعة من المسلمين قائمين، أتتهم الملائكة ومعهم أوانٍ من الرصاص المُذاب في نار جهنم، فيُصب في آذانهم، فيا ويلهم، لو كان رصاصًا مُذابًا يُحمّى بنار الدنيا، لكان عذابًا شديدًا، ويتمنى صاحبه الموت المُعجّل، فكيف بمن يُحمّى بنار جهنم، ويُكتب عليه العذاب خمسين ألف عام؟

فيضجعهم الملائكة، ويصبّون في آذانهم هذا الرصاص المنصهر من نار جهنم، فيصرخون ويصرخون ويسقطون، ولا يجدون من يرحمهم.

الناشر: منشورات مكتبة الإرشاد
المؤلف: الشيخ عبد الله بن عثمان الضرامي
المترجم: راها باتس
الصيغة: غلاف ورقي
الحجم: 5.5 × 8.5 بوصة
الصفحات: 85
سنة النشر: 2015