السيرة العطرة لمحمد ﷺ للإمام ابن الجوزي

لا شك أن محمدًا (صلى الله عليه وسلم) لم يترك في التاريخ البشري أثرًا ومكانة أعمق. ويتجلى تقدير المجتمع واحترامه له عند التأمل في سيرته العطرة، مما يُدرك ما تقتضيه منا مكانته الرفيعة وحقوقه. ومن الضروري لكل مسلم وغير مسلم أن يتأمل في سيرته (صلى الله عليه وسلم) وعصره، وأن يُدرك المعايير والفضائل التي ميزته عن غيره من شخصيات التاريخ.

هذا الكتاب، المُقتبس من كتاب "صفة الصفوة" للإمام ابن الجوزي، مرجعٌ قيّمٌ لدراسة شخصية النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته السامية. سيترك في نفوس كل من لم يتأثر سلبًا بتحيزات وسائل الإعلام، انطباعًا بالرهبة والمحبة العميقة.

 كان المؤلف ابن الجوزي (ت 597 هـ) عالمًا واسع المعرفة. اشتهر في شبابه بالدين والعلم، فكان لا يُضيّع وقته في أمور لا قيمة لها، ويحرص على اجتناب الطعام المشكوك في مصدره. كان واعظًا جليلًا ذا صيت واسع، فتاب على يديه كثير من الناس وأسلموا. كما كان كاتبًا غزير الإنتاج، ألّف أكثر من ألف مصنف في شتى العلوم والمعارف الإسلامية.