Product Details
بدأ الشاعر قصيدته في العقيدة بهذين البيتين الرائعين. وهذه الأبيات تتضمن الدعوة إلى التمسك بالكتاب والسنة، والحذر من البدع. وقد بدأ بهما قبل أن يوضح العقيدة وأمورها على نهج أهل السنة في كتب العقيدة، إذ كان طريقهم في الغالب البدء بهذا الأمر، وكان هذا مثالاً منهم على بيان أصل أصول الدين وفروعه، ليكون بناء العقيدة وأساسها على أساس سليم، وأصول قوية صحيحة. فإذا جعل العبد الكتاب والسنة أصل عقيدته، وأصلها الذي تبنى عليه الأصول، رأى ما سواهما من الأصول هراءً، لا يأخذ منهما شيئًا، ولا يجعلهما مرجعًا له في دينه وعقيدته. لا يأخذ إلا من المنبع الصافي والنبع الصافي الذي لا دنس فيه ولا نجاسة، وبذلك تصح عقيدته ويصح إيمانه. وأهل السنة في الاشتقاق هم الكتاب والسنة، يأخذون منهما ويستندون إليهما ويعتمدون عليهما، لا يحيدون عنهما قيد أنملة، بل هم كما قال الأوزاعي: "مع الكتاب والسنة حيثما ذهبا"، ولا يبتدعون من أنفسهم شيئًا. قال شيخ الإسلام رحمه الله: "العقيدة ليست لي ولا لأحد فوقي، العقيدة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم". فمن الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا الإيمان والاستسلام. ولذلك نجد كتب أهل السنة تبدأ بذكر المصدر قبل بيان العقيدة، وهذا ما نستنتجه مما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم دائمًا في خطبة الجمعة، فيقول دائمًا في أولها: «أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور ومحدثاتها».
الناشر: منشورات مكتبة الإرشاد
المؤلف: الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
المترجم: راها باتس
الصيغة: غلاف ورقي
الحجم: 6 × 9 بوصات
الصفحات: 270
سنة النشر: 2020