أشراط الساعة | يوسف عبد الله الوابل | ط. دار ابن الجوزي

SKU: 9786038222096
سعر
السعر العادي AED 52.50
السعر العادي AED 0.00 سعر البيع AED 52.50
/
  • الشحن في جميع أنحاء العالم
  • عوائد مرنة
  • تم التحقق من صحة
  • مدفوعات آمنة
الضريبة متضمنة. {{ الرابط }} '>يتم احتساب الشحن عند الخروج.

Product Details

الشيخ يوسف عبد الله يوسف الوابل


[المقدمة]


إن الحمد الله؛ نحمده، ونستعينه، ونستغفره، وناعوذ بالله من شُرور نجمة، ومِن سيِّئات أعمالِنا، من يهديه الله؛ فلا مضلَّ له، ومن يُضْلِل؛ فلا هادي له.


وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه.


{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٢)} [آل عمران: ١٠٢].


{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ». بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (١)} [النساء: ١].


{يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (١)


ثم بعد ذلك:


أرسل الله محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بشيرًا ونذيرًا بين يدي السّاعة، فلما يترك خيرًا؛ إِلَّا دَّ أمَّتَه عليه، ولا شرًّا؛ إِلَّا حذَّرها منه.


ولما كانت هذه الأمة هي آخر الأمم، محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - هو خطم الأنبياء؛ خص الله أمّته بظهور أشراط السّاعة فيها، وبي ينها على لسان نبيِّه - صلّى الله عليه وسلّم - وأتمّه، وأبلغ أن علامات السياعة ستخرج فيهم لا محالة، فليس بعد محمدٍ - صلّى الله عليه وسلّم - نبييّ آخر يبيِّنُ الناس هذه العلامات، وما سيكون في النهاية الزّمان من أُمور عظامٍ مذِنَةٍ بخراب هذا العالم، وبداية جديدة؛ يُجازى فيها كلٌّ بحسب ما قدمتاه، {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ.وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨)} [الزلزلة: ٧ - ٨].


ولما كان من القائد الّتي يجب الإيمان بها: الإيمان باليوم الآخر وما فيه من ثواب وعقاب، ولما كان نظر الإِنسان قد لا يعدو هذه الحياة وما فيها من مَتاعٍ، فينسى اليوم الآخر، ولا يعمل له؛ جَعَلَ اللهُ بين يدي السّاعة أماراتٍ يدلُّ على تقُقُها، وأنّها ستقع حتَّمًا، بعد لا يَمر النَّاسُ أدنى شك فيها، ولا يفتنهم شيءٌ عنها.


فمن المعلوم أن الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- إذا ذكر من أشراطها شيء، ورأى النَّاسُ ذلك الشيء؛ علموا يقينًا أن الساعة آتيةٌ لا ريب فيها، فيعملوا لها، ويستعدوا لذلك اليوم، ويتزوَّدوا بالصَّالحات قبل فوات الأوان وأنه القضاء المحدود: {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (٥٦) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (٥٧) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الزمر:٥٦ - ٥٨].


والنّبيّ - صلى الله عليه وسلم - يقول في خطبته: "بُعِثْتُ أنا والساعة كهاتين".


وإذا ذَكَر السّاعة؛ احمرَّتْ وجنتاهُ، ولا صوته، واشتدَّ غضبه؛ كانه نذير فريق يقول: صبّحكم مسّاكم (١).


وقد جاء أثلاث الصحابة رضي الله عنهم من حثّوا على الصيام عليهم، وظهر ذلك جُل الاهتمام عندما وصف النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - الدَّجائلَ، كما جاء في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه، قال: ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الدَّجَّال ذات غدة، فخفض فيه الكثير، ظنَّناه في طائفة النخل، فلما رحنا اليه؛ عرف ذلك فينا، فقال: "ما شأنُكُم؟". قلنا: يا رسول الله! ذكرتَ الدَّجَّالَ غدًا، فخفضتَ فيه ترددتَ إذ لا ظننَّاه في طائفة النخل. فقال: "غيرَ الدَّجال عليك أخافني، إن يخرجْ وأنا فيكم؛ وأنا حجيجه دونَكم، وإن يخرجْ ولست فيكم؛ فامرؤ حَجيجُ نفسه، والله خليفتي على كل مسلم" (١).


وقد ظهر كثيرٌ من أشراط السّاعة، وحقَّق ما أخبر به المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، فكل يوم فيه المؤمنون إيمانًا به، وصديقًا له، إذ يظهر من دلائل نبوَّته وصدقيه ما يوجب على المسلمين التمسُّك بهذا الدين الحنيف.


وكيف لا يموتون تجاه إيمانها ويملكون هذه المغيبات الّتي أخبر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما تقول؟! قطعة واحدة من هذه الأشراط الّتي تحدث لَمعجزة بيَّنةٌ لنبي هذه الأمة -صلى الله عليه وسلم-. فالويل النهائي واضح الويلال الجاحدين لرسالته، الصادِّين عنها، أو المتشككين فيها.


أدركت أهمِّيَّةُ هذا البحث في هذا الوقت الّذي أخذ فيه بعض الكتاب المُعاصِرين يشكِّك في ظهور ما أخبر ب - صلى الله عليه وسلم - من المغيبات الّتي يجب الإيمان، ومنها أشراط السّاعة، فمنهم مَنْ أنكر أجمل، ومنهم من أوَّلها بتأويلات باطلة!


لهذا الموضوع وذاك السحرُ أن أجمع بحثًا متضمنًا على أشراط الساعة الكبرى والكبرى، بأدلَّتها الثابتة من القرآن الكريم والسُّنَّةهَّرة، ولم يكن هناك بحث في هذا الموضوع سهلًا؛ يحتاجه إلى بحث عن صحة الأحاديث، والجمع بين الروايات المختلفة.


وقد ألَّف بعض العلماء مؤلَّفات في أشراط الساعة، ولكنهم لم يلتزموا فيها الاقتصار على ما رصدَ من الأحاديث، بل تجدهم يسردون كثيرًا من الروايات؛ دون تعرًّض انفجار الحديث من حيث الصِّحَّة والضعف؛ إِلَّا في النادر، وهذا يجعل المطالعة لها يختلط عليه الأمر، فلا يميِّز بين الصّحيح من غيره، وكذلك لم يتعرَّض لشرح ما جاء في هذه الأحاديث ممّا يحتاج إلى بيان، ولكنهم - رحمهم الله - جمعوا لنا كثيرًا من الأحاديث، ووفَّروا علينا كثيرًا من الجهد.


ومن هذه الكتب:


١ - "الفتن": للحافظ نُعيم بن حماد الخوزائي، المتوفى سنة (٢٢٨ هـ) رحمه الله.


٢ - "النهاية" أو "الفتن والملاحم": للحافظ ابن كثير، المتوفَّى سنة (٧٧٤ هـ) رحمه الله.


٣ - "الإِشاعة لأشراط السّاعة": الشريف محمّد بن رسول الحسيني البرزنجي، المتوفى سنة (١١٠٣هـ) رحمه الله.


٤ - "الإِذاعة لما كان وما بين يدي الساعة": للشيخ محمد صديق حسن القنوجي، المتوفى سنة (١٣٠٧ هـ) رحمه الله.


٥ - "إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة": للشيخ حمود بن عبدالله التويجري النَّجدي، ولا يزال الشّيخ موجودًا حفظه الله.


... إلى غير ذلك من المؤلّفات اللّتيوتت الحديث عن أشرار السّاعة


وقد استفدتُ ممَّن سبقني، ورأيت أن أسلك في هذا البحث مسلكًا الزمتُ به نفسي، وهو لا أذكر فيه شرطًا، إِلَّا ما نصَّ عليه النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه من أشراط الساعة - صريحًا أو دِلالةً -، والتزمتُ كذلك أن لا أذكر فيه إِلَّا ما كان صحيحًا أو ألتزم من الأحاديث، مسترشدًا في ذلك بأقوال العلماء الحديث في التصحيح الحديث أو وضعيفه.


ويثارًا للاختصار؛ لم أذكر جميع الأحاديث الصحيحة في كل شرط، بل أتقنتُ الأحاديث الّتي تثبِتُ أن هذه العلامة من أشراط السياعة.


وذكر أيضاً شرط ما يحتاج إليه كل ماٍ، بيان من لمعنى لفظ غريب، أو بيان للأماكن الّتي ورد ذكرها في الأحاديث، وكذلك أعقبتُ كل علامة بشرح مختصر مقتبس من كلام العلماء، أو ممَّا جاء من الأحاديث الّتي لها علاقة باللّامة المشروحة، ورَّضتُ لأمرِّي على بعض من أنكر شيئاً من أشراط السّاعة، أو تأوّلها بغير ما تدلّ عليها أحاديثها، بي ضمنتُ أن أشراط السّاعة. من الأمور الغيبيةِ الّتي يجب الإيمان بها كما يجب، ويجب أن تستجيب لها أو تضعها رموزًا للخير أو للشر أو ظهور الخرافات.


ولما كان كثيرٌ من أشراط السّاعة ورد في أخبار آحاد، عقدتُ في أول بحث فصلًا في بيان حجِّيَّةِ خبر الآحاد، وذلك لرَدَِِّّّ على مَنْ أنكر حجِّيَّةَ الآحاد، وزعم أنها لا تقوم عليها عقيدة.


وكذلك؛ هذا البحثٌ للإيمان بالله وباليوم الآخر، وصديقٌ لما أخبر الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلاوحي يُوحى، صلى الله عليه وسلم وسلم تسليمًا كثيرًا.


وهو أيضًا لفظٌ لأُهُب لما بعد الموت؛ فإن السّاعة قد قرُبَت، وظهر كثيرٌ من أشراطها، وإذا ظاهرِ الأشراط الكبرى، تتابعت كتتابعِ الخَرَزِ في النِّظام إذا انفرط عقده، وإذا طلعتِ الشّمسُ من مغربها؛ قُفِل باب التوبة، وخُتِمَ على الأعمال، فلا ينفع بعد ذلك إيمانٌ ولا توبةٌ؛ إِلَّا مَنْ كان قبل ذلك مؤمنًا أو تائبًا: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا (١٥٨)} [الأنعام: ١٥٨].


{يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (٣٥) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (٣٦) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (٣٧) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (٣٨) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (٣٩) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (٤٠) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: ٣٥ -٤١].


نسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن نتمكن من التأثير في يوم الفزع الأكبر، وممّ يُظلِّهُمُ في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه.








قد يعجبك أيضاً
المزيد من DeenSquare.com
أشراط الساعة | يوسف عبد الله الوابل | ط. دار ابن الجوزي
أشراط الساعة | يوسف عبد الله الوابل | ط. دار ابن الجوزي
أشراط الساعة | يوسف عبد الله الوابل | ط. دار ابن الجوزي
AED 52.50
تمت مشاهدته مؤخرًا